فكّر قبل أن تعصي الله !
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أما بعد ...
أتى رجل إبراهيم بن أدهم – رضي الله عنه – فقال: يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي ، فاعرض علىّ ما يكون لها زاجراً ومستنقذاً .
فقال إبراهيم: إن قبلت خمس خصال ، وقدرت عليها لم تضرك المعصية .
قال: هات يا أبا إسحاق .
قال: أما الأولى : فإذا أردت أن تعصي الله تعالى ، فلا تأكل من رزقه !
قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض رزقه ؟
قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه ؟!
قال: لا. هات الثانية .
قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاده ؟
قال: هذه أعظم ، فأين أسكن ؟
قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه ، وتسكن بلاده ، وتعصية ؟!
قال: لا. هات الثالثة !
قال: وإذا أردت أن تعصيه ، وأنت تأكل رزقه ، وتسكن بلاده ، فانظر موضعاً لا يراك فيه فاعصه فيه ؟!
قال: يا إبراهيم! ماهذا؟ وهو يطلع على ما في السرائر ؟
قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه ، وتسكن بلاده ، وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به وما تكتمه ؟!
قال: لا. هات الرابعة .
قال: فإذا جاءك الموت ليقبض روحك ، فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحاً ، وأعمل لله صالحاً !
قال: لا يقبل مني ؟
قال: يا هذا! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب ، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير ، فكيف ترجو وجه الخلاص ؟!
قال: هات الخامسة !
قال: إذا جاءك الزبانية يوم القيامة ، ليأخذوك إلى النار ، فلا تذهب معهم ؟
قال: إنهم لا يدعونني ، ولا يقبلون مني .
قال: فكيف ترجو النجاء إذن ؟
قال: يا إبراهيم ، حسبى ، حسبي ، أنا أستغفر الله وأتوب إليه