دائما تحمل لقاءات الأندية الكويتية الكبيرة عنوان الإثارة والمتعة والمفاجآت، وهو ما حدث خلال مواجهات الإياب لدور الثمانية لكاس الأمير، والتي أسفرت عن كل مقومات نجاح منظومة كرة القدم .

فعلى الرغم من اقتراب بعض الفرق من التأهل بعد أن حققت النتائج الايجابية في جولة الذهاب ، إلا أن مباريات الإياب أضفت الإثارة والمتعة خاصة في مواجهات الكبار التي تمكن خلالها كاظمه من أعاده العربي إلي أرض الواقع ، بعدما بدأ مدربه البرتغالي ريماو ولاعبوه الطيران بثقتهم إلي عنان السماء، ليأتي ماتشالا وأبنائه ليطيحوا بهم خارج البطولة .

فجولة الإياب شهدت نهائي مبكر للبطولة جمع القادسية والكويت ،فعلي عكس لقاء الذهاب الذي استغل فيه العميد غيابات الأصفر ، وتفوق عليه بهدف لوليد علي الذي غاب عن مواجهة الإياب ، فغابت معه الفاعلية الهجومية للعميد الذي وقع في بحر الهزيمة وثأر منه القادسية، برباعيه نظيفة بجانب تقديم مستوى هو الأفضل للفريق هذا الموسم ، كان هو المكسب الحقيقي حيث استعاد لاعبوه ثقتهم في أنفسهم واخرجوا ، ما في جعبتهم استعادوا بها ثقة جماهيريهم العريضة .

بدأت ملامح عمل الكرواتي رادان مدرب القادسية بعد أن حصل علي ثقة مجلس الإدارة في بقاءه ، تظهر باكتمال الصفوف من حيث الضغط المبكر الذي اعتمد عليه لخطف الكويت وهو ما نجح من خلال مهارة السوري فراس الخطيب بعد تفاهم رائع مع بدر المطوع ، بينما تعرض الكويت إلي مأزق قوي بإصابة صانع الألعاب جراح العتيقي وحل بدل منه عبد الهادي الخميس، ليفتقد العميد عملية ربط الوسط بالهجوم فكل خط كان يتحرك بمفرده خاصة في ظل التفوق الكبير للثلاثي فهد الأنصاري وطلال العامر والجزائري الحاج عيسي الذين تمكنوا من فصل خطوط الكويت عن بعضها البعض.

وفي المباراة الثانية التي تتطلب أن يتم دراستها وتحليها بشكل كامل من خلال الخبراء ، لأنه عادت بكاظمة بطل كأس الأمير في النسخة الأخيرة من بعيد إلي المنافسة بعد أن ودع البطولة عقب انتهاء مباراة الذهاب التي لقي فيها الهزيمة من العربي بهدفين مقابل هدف ، وفي نفس الوقت مستوي الفريق في الفترة الأخيرة لن يؤهله للخروج بالتعادل علي اقل تقدير ولكن جاءت الرياح هذه المرة بما تشتهي السفن بعد أن رفض العجوز المخضرم ميلان ماتشالا ، التكهنات ووضع خبره السنين بالشوط الأول من المباراة و تمكن خلاله من خطف هدفين خلال الدقائق العشر الأولي ثم تعامل معها بذكاء كبير يحسد عليه مستغلا حاله الثقة الذائدة التي دخل بها مدرب العربي البرتغالي ريماو ولاعبيه لقاء الإياب ليعاقبهم بإقصائهم من البطولة، الأغلى بالكويت ليعودوا إلي ارض الواقع من جديد وتتلقي جماهيرهم صدمه كبيره بعدما بدأت تنعش أمالها بصحوة الزعيم من سباته الطويل.

دعم البرتقالي دفاعه بالمغربي محمد بركات ، الذي أعاد الاتزان للدفاع مع الجامبي عبدو اللذان تعاملا باحترافية مع مهاجمي الأخضر الذين فقدوا السيطرة علي أنفسهم وانصاعوا وراء اندفاعهم الهجومي لتسجيل هدف يعيدهم إلي أجواء المباراة مرة أخري ، كادت مغامرة البرتغالي ريماو الهجومية تكلفه أكثر من الهدفين لولا تألق خالد الرشيدي وقله خبره بعض لاعبي كاظمه الصغار .

إما بالمبارتين الأخيرتين تمكن خلالهم الفرق صاحبت الفوز بالذهاب من تأكيد مرورها بالإياب حيث أن الفوز الكبير الذي حققه الصليبيخات علي السالميه بمباراة الذهاب بهدفين نظيفين جنبه الخروج في الإياب ، بعد أن تحمل المدافعين أعباء المباراة من اجل التأهل للمربع الذهبي وهو انجاز في حد ذاته للفريق الذي يلعب ضمن مصاف أندية الدرجة الأولي للتواجد بين الأربعة الكبار لأغلي الكئوس ويعد انتكاسه أخري للسماوي هذا الموسم الذي لم يتبقي له سوي منافسات الدوري الممتاز التي يسعي من خلالها في الحفاظ علي حظوظه ،بالبقاء فيها بدلا من تكرار أخطاء الموسم الماضي.

أما أخر اللقاءات فكانت أكثرها تكافئ ونديه بالمنافسة بين فريقين يعتبران من الأصعب لما يمتلكانه من مقومات بشرية وفنية فالحصان الأسود الجهراء متصدر الدوري الممتاز حتى الآن الذي فاز بالذهاب علي الشباب بهدف تلقت شباكه هدف بالإياب ليحتكموا الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية التي رجحت كفه الجهراء علي الشباب ، ولكن كلا الفريقان يجب احترام ما قدماه في تلك البطولة سواء الجهراء الذين صعدوا للمربع الذهبي أو الشباب الذي ودع البطولة .